عائشة / جنّة أمرأة .

كتبت عائشة أوّل رواية .
ولأنّها شغوفة بما كتبت ، أرسلت لي آخر رسالة :
قرأت الرّسالة بالمقهى كما طلبت منّي ، كنت دائما مخلصا لرغباتها .
لم تكن الرّسالة طويلة ، بل كانت مجرّد شذرات موجزة لروايتها .
لكنّها ختمت رسالتها بجملة غريبة : هل الرّواية بالضّرورة هي السّارد ؟
أنا عائشة : هل تذكرني ؟ .
صحيح ؟ هل أذكر عائشة أم أنساها ؟ سنوات من الرّسائل بيننا .
وكأنّ مجرى السّطور في الرّسائل محكوم بأقداره ، لا بأقدارنا .
كتبت عائشة أوّل رواية : جنّة امرأة : عنوان يليق بعائشة أكثر ممّا يليق بالرّواية .
جنّة عائشة هي باريس . لم أزرها أبدا ، ولكنّي أحبّ شعراءها ، وخاصة رامبو و لوتريامون .
حين أنهيت قراءة آخر الرّسائل ، قلت لنفسي : أنا أذكر عائشة حين كانت جنّتي ،
وقبل أن تكتب أوّل رواية ، وقبل أن تكتب لي آخر رسالة .