أناشيدُ تَضِجُّ بِالْحياة


عشْقي الْغامضُ
لِلبُحَيْراتِ
ويَقِيني بأنَّ جُثَّتي
غارقةٌ في إِحْداها
منْذُ مئاتِ السِّنينِ،
لا يُضَاهِيهِ سِوى
صَداقتي المُضمَرةُ معَ المَوتْ
أضعُه فِي دُرجِي السرِّيِّ
مع خُصْلاتٍ من شعري
بلوْن السَّنابلِ الطَّازجةِ
قصَّتْها أُمِّي
يوم أتْممتُ أرْبعين يوماً،
وفَرْدةِ حذاءٍ بُنِّيةٍ
سَقَطَت أختُها
منْ قَدَمِي الْغضَّةِ
وأنا أتسلَّقُ ظهرَ جَدَّتي،
في الطَّريقِ إلى الطَّبِيبِ البُرْتُغاليِّ
ذاك الَّذي ظنَّه سكانُ البلْدةِ
قدِّيساً
ما إنْ رآني ورأى دُمُوعَ أمي
حتَّى قال بلُكنةٍ
لا تفهمُها أمِّي ولا جدَّتي

لنْ تموتَ ابْنتُك اليوْمَ
ولا غداً
مَا أطولَ العُمْرَ أمَامها
وما أقساهُ !


في دُرْجي السرِّيِّ
لا أضعُ صُوَراً
ولا رَسائلَ
فَهْي معْبَري
أمْضي بها إلى الْحياةِ
إلى مُنْتهاها
فإذا انْهار المَعْبرُ
تُقتُ إلى صوتِ ارْتطامِي
بِصفْحةِ البُحيرة الْعميقةِ
مصْحوباً بِحشْرجاتٍ مَرِحةٍ
وأناشيدَ
تضِجُّ باِلْحياةِ

فاطمة الشريكَي شاعرة وكاتبة . نشرت نصوصها الشعرية والسردية بجرائد وملاحق ثقافية وطنية منذ الثمانينات من القرن الماضي, صدر لها ديوان: " وصايا المدن الزرقاء" عن دار أكَورا في مارس 2021.