كان مَمرّاً إلى الْجنَّة

أضواءٌ باهتةٌ
صَخَبٌ ورُطوبةٌ
وبحرٌ يُديرُ ظَهرهُ
للطِّفلِ الباحثِ عن أبيهِ
في الرُّكن ِالظَّليلِ
منْ حانتهِ الْأُثِيرةِ
ذاتِ السَّقيفة ِالمُغطَّاةِ باللَّبلْابْ

الطفلُ لم يجدْ أباهُ
ولا عينيهِ المَليئَتينِ بالدَّمعِ
ولمْ يَجدِ الحانةَ
فافترشَ ذاهلاً
الخَطواتِ المرسومةَ
على الرَّملِ المُتيبسِ
بِكورنيشِ المدينةِ
الذي كان ممرّاً إلى الجنَّهْ

يا أبي
ها أنا أُلَمْلِمُ مِزقَ الصُّورِ
المُلقاة ِهُنا
فلا أجدُ شيئاً ،
إلَّا ذاكرتَك َالفاتِنهْ
وهذا الصَّخبُ الرّطبُ
وذلك المجنونُ
الذي يرْقصُ على إيقاعِ كْناوة
كنسرٍ جريحٍ ظلَّ فارداً جناحيْهِ
لا أجدُ غيْرَ هذهِ الأنْقاضْ
أنقاضَ مدينةٍ
وناسْ !

فاطمة الشريكَي شاعرة وكاتبة . نشرت نصوصها الشعرية والسردية بجرائد وملاحق ثقافية وطنية منذ الثمانينات من القرن الماضي, صدر لها ديوان: " وصايا المدن الزرقاء" عن دار أكَورا في مارس 2021.