ادريس علوش 

ادريس علوش 

CULTURE LOCALE

ZAILA.COM
Asilah.fr

MENU

zaïla.Poésie 

drissallouch@gmail.com
tel 00212662869513


الطفل البحري ثانية




1

كبر الطفل
و دون أن يأبه
لأشرعة الريح
أنساق نحو مطلق
يعاتب الأنحاء..
..الأمكنة
الأزقة ..
  و التراب.. 
وما تبقى من حواشي
مدينة كانت مرتعا
للروح ..
و الرشح ..
للحلم
و السراب ..
كانت كتابا مفتوحا
تدلى من تفاصيل العمر
ومن لحن أغنية جذابة
لكن ..
حثني السؤال  مرة :
ـ أين المدينة الآن
من متخيل الطفل الكنته
بعد أن حل بها خفاش الغرابة
الشبيه بمكر ظله ...
ـ صارت ترعة وهم ذابل
لا يعرف ما الأحلام
ـ صارت إستعارة تسكن
بطاقة البريد ..
بلا معنى صارت المدينة
و بلا روح إنفلتت
من صرير الباب
شاهدة من الزليج
يأباها النسيان ...



2

كبر الطفل
لم ينسى أبدا
واحة " حليمة "
و أدراجها ماء الفضة
ما تحتها كان أبلغ من صفاء
الورد
يحاكي حبة التوت
في حديقة مبهمة
حليمة لم تكن سوى قطة
ـ تذكر بانتشاء ـ
أطفأت شمعة الشغف
و أهدت الطفل لمرات وردتها
و دفترا مفتوحا على تمارين
اللذة
مرة ...
راحت تستجمع ساقيها
حتى لا يدركها الخدش
مسرعة نهظت تهمس له :
ـ فقط نقط الورد
و شحت تنور الحصن
لتقرب
( المسافات بيننا ...)




3

كبر الطفل
كان النهر مفعما بالكلمات
يوم نط في فوهة ماء
يباغت عشب الطين
بعيدا عن الجسر
قريبا من البرزخ ـ ربما ـ
قريبا من الموت ـ  تماما ـ
لولا النبض النابع
من شغب الروح
لما كبر الطفل
و ظل مثل مجداف صغير
يرثي جير الشاهدة





4

كبر الطفل
مر الزمان به كحافلة
و بمنعرجات رحلت طفولته
إلى دولاب القلب
لم يبق من فوضاه ـ تذكر الطفل ـ
عدا علبة بيضاء
و أسرار الشغب
المشتهى
و فراشات تحط فوق الدالية
و الكأس الأولى في حان
" شهرزاد "
و عانة امرأة توشحها
حبات الكرز
و زغب بهيج يوقد فواصل
النشوة



5

كبر الطفل
كلما تصفح الحروف الأولى
من مقدمة " الرأس مال"
دس وردة حمراء في لحية
          " كارل ماركس "
و مضى إلى الساحة
يبحث عن وقع للنشيد الأممي
و عن خطاف للحديد
يبارك زواج المنجل
و المطرقة
في علبة الليل
و أستار النهار




6

كبر الطفل
إستعار فرو دب يهادن
مكعبات الثلج
و قفازات تلمع الملح
و تخفي سحنة وجهه
في مهب الهواء
أدمن الإنصات على حفيف الورق
حيث الخريف سيد الفصول
متكئ على آلة الرقن
يمحي غبار القصيدة




7

كبر الطفل
ترك سيرة الأسنان
على حافة برميل النبيذ
و صناديق كحول مهربة
تأتي من المدن المحتلة
منذ 1415 م
ظلت فكرة التحرير
تنهش رأسه
و يافطة الثورة تركها متعمدا
عند الباب الخلفي
لـ " حان البريد "




8

كبر الطفل
حملق فيه الفياد
( ذكر البوم ) في دهشة
تكتم عن السر ـ هكذا ـ
و لم يرويه سوى للقصيدة
كان يعلم
(  أن السباحة ضد التيار )
ستدمي أقدامه قبل أن يصل
إلى حيث هو الآن
ملقى على نفس سرير
ليلة الدخلة
تلك





9

كبر الطفل
و فبل الأربعين بقليل
سقط مكوما في السلم الخامس
كاتبا مياوما
لوزارة تعنى بشؤون الثقافة
و سلاحف الآثار
و الأعمال الكاملة
     لعراب القصة القصيرة
          إدريس الخوري




10

ياه ...
كم كبر الطفل .... .... ....
كم ... ... ...
                  كبر .... ...


الطفل البحري ثانية




1

كبر الطفل
و دون أن يأبه
لأشرعة الريح
أنساق نحو مطلق
يعاتب الأنحاء..
..الأمكنة
الأزقة ..
  و التراب.. 
وما تبقى من حواشي
مدينة كانت مرتعا
للروح ..
و الرشح ..
للحلم
و السراب ..
كانت كتابا مفتوحا
تدلى من تفاصيل العمر
ومن لحن أغنية جذابة
لكن ..
حثني السؤال  مرة :
ـ أين المدينة الآن
من متخيل الطفل الكنته
بعد أن حل بها خفاش الغرابة
الشبيه بمكر ظله ...
ـ صارت ترعة وهم ذابل
لا يعرف ما الأحلام
ـ صارت إستعارة تسكن
بطاقة البريد ..
بلا معنى صارت المدينة
و بلا روح إنفلتت
من صرير الباب
شاهدة من الزليج
يأباها النسيان ...



































2

كبر الطفل
لم ينسى أبدا
واحة " حليمة "
و أدراجها ماء الفضة
ما تحتها كان أبلغ من صفاء
الورد
يحاكي حبة التوت
في حديقة مبهمة
حليمة لم تكن سوى قطة
ـ تذكر بانتشاء ـ
أطفأت شمعة الشغف
و أهدت الطفل لمرات وردتها
و دفترا مفتوحا على تمارين
اللذة
مرة ...
راحت تستجمع ساقيها
حتى لا يدركها الخدش
مسرعة نهظت تهمس له :
ـ فقط نقط الورد
و شحت تنور الحصن
لتقرب
( المسافات بيننا ...)




3

كبر الطفل
كان النهر مفعما بالكلمات
يوم نط في فوهة ماء
يباغت عشب الطين
بعيدا عن الجسر
قريبا من البرزخ ـ ربما ـ
قريبا من الموت ـ  تماما ـ
لولا النبض النابع
من شغب الروح
لما كبر الطفل
و ظل مثل مجداف صغير
يرثي جير الشاهدة





4

كبر الطفل
مر الزمان به كحافلة
و بمنعرجات رحلت طفولته
إلى دولاب القلب
لم يبق من فوضاه ـ تذكر الطفل ـ
عدا علبة بيضاء
و أسرار الشغب
المشتهى
و فراشات تحط فوق الدالية
و الكأس الأولى في حان
" شهرزاد "
و عانة امرأة توشحها
حبات الكرز
و زغب بهيج يوقد فواصل
النشوة



5

كبر الطفل
كلما تصفح الحروف الأولى
من مقدمة " الرأس مال"
دس وردة حمراء في لحية
          " كارل ماركس "
و مضى إلى الساحة
يبحث عن وقع للنشيد الأممي
و عن خطاف للحديد
يبارك زواج المنجل
و المطرقة
في علبة الليل
و أستار النهار




6

كبر الطفل
إستعار فرو دب يهادن
مكعبات الثلج
و قفازات تلمع الملح
و تخفي سحنة وجهه
في مهب الهواء
أدمن الإنصات على حفيف الورق
حيث الخريف سيد الفصول
متكئ على آلة الرقن
يمحي غبار القصيدة




7

كبر الطفل
ترك سيرة الأسنان
على حافة برميل النبيذ
و صناديق كحول مهربة
تأتي من المدن المحتلة
منذ 1415 م
ظلت فكرة التحرير
تنهش رأسه
و يافطة الثورة تركها متعمدا
عند الباب الخلفي
لـ " حان البريد "




8

كبر الطفل
حملق فيه الفياد
( ذكر البوم ) في دهشة
تكتم عن السر ـ هكذا ـ
و لم يرويه سوى للقصيدة
كان يعلم
(  أن السباحة ضد التيار )
ستدمي أقدامه قبل أن يصل
إلى حيث هو الآن
ملقى على نفس سرير
ليلة الدخلة
تلك





9

كبر الطفل
و فبل الأربعين بقليل
سقط مكوما في السلم الخامس
كاتبا مياوما
لوزارة تعنى بشؤون الثقافة
و سلاحف الآثار
و الأعمال الكاملة
     لعراب القصة القصيرة
          إدريس الخوري




10

ياه ...
كم كبر الطفل .... .... ....
كم ... ... ...
                  كبر .... ...


الطفل البحري ثانية




1

كبر الطفل
و دون أن يأبه
لأشرعة الريح
أنساق نحو مطلق
يعاتب الأنحاء..
..الأمكنة
الأزقة ..
  و التراب.. 
وما تبقى من حواشي
مدينة كانت مرتعا
للروح ..
و الرشح ..
للحلم
و السراب ..
كانت كتابا مفتوحا
تدلى من تفاصيل العمر
ومن لحن أغنية جذابة
لكن ..
حثني السؤال  مرة :
ـ أين المدينة الآن
من متخيل الطفل الكنته
بعد أن حل بها خفاش الغرابة
الشبيه بمكر ظله ...
ـ صارت ترعة وهم ذابل
لا يعرف ما الأحلام
ـ صارت إستعارة تسكن
بطاقة البريد ..
بلا معنى صارت المدينة
و بلا روح إنفلتت
من صرير الباب
شاهدة من الزليج
يأباها النسيان ...


2

كبر الطفل
لم ينسى أبدا
واحة " حليمة "
و أدراجها ماء الفضة
ما تحتها كان أبلغ من صفاء
الورد
يحاكي حبة التوت
في حديقة مبهمة
حليمة لم تكن سوى قطة
ـ تذكر بانتشاء ـ
أطفأت شمعة الشغف
و أهدت الطفل لمرات وردتها
و دفترا مفتوحا على تمارين
اللذة
مرة ...
راحت تستجمع ساقيها
حتى لا يدركها الخدش
مسرعة نهظت تهمس له :
ـ فقط نقط الورد
و شحت تنور الحصن
لتقرب
( المسافات بيننا ...)




3

كبر الطفل
كان النهر مفعما بالكلمات
يوم نط في فوهة ماء
يباغت عشب الطين
بعيدا عن الجسر
قريبا من البرزخ ـ ربما ـ
قريبا من الموت ـ  تماما ـ
لولا النبض النابع
من شغب الروح
لما كبر الطفل
و ظل مثل مجداف صغير
يرثي جير الشاهدة





4

كبر الطفل
مر الزمان به كحافلة
و بمنعرجات رحلت طفولته
إلى دولاب القلب
لم يبق من فوضاه ـ تذكر الطفل ـ
عدا علبة بيضاء
و أسرار الشغب
المشتهى
و فراشات تحط فوق الدالية
و الكأس الأولى في حان
" شهرزاد "
و عانة امرأة توشحها
حبات الكرز
و زغب بهيج يوقد فواصل
النشوة



5

كبر الطفل
كلما تصفح الحروف الأولى
من مقدمة " الرأس مال"
دس وردة حمراء في لحية
          " كارل ماركس "
و مضى إلى الساحة
يبحث عن وقع للنشيد الأممي
و عن خطاف للحديد
يبارك زواج المنجل
و المطرقة
في علبة الليل
و أستار النهار




6

كبر الطفل
إستعار فرو دب يهادن
مكعبات الثلج
و قفازات تلمع الملح
و تخفي سحنة وجهه
في مهب الهواء
أدمن الإنصات على حفيف الورق
حيث الخريف سيد الفصول
متكئ على آلة الرقن
يمحي غبار القصيدة




7

كبر الطفل
ترك سيرة الأسنان
على حافة برميل النبيذ
و صناديق كحول مهربة
تأتي من المدن المحتلة
منذ 1415 م
ظلت فكرة التحرير
تنهش رأسه
و يافطة الثورة تركها متعمدا
عند الباب الخلفي
لـ " حان البريد "




8

كبر الطفل
حملق فيه الفياد
( ذكر البوم ) في دهشة
تكتم عن السر ـ هكذا ـ
و لم يرويه سوى للقصيدة
كان يعلم
(  أن السباحة ضد التيار )
ستدمي أقدامه قبل أن يصل
إلى حيث هو الآن
ملقى على نفس سرير
ليلة الدخلة
تلك





9

كبر الطفل
و فبل الأربعين بقليل
سقط مكوما في السلم الخامس
كاتبا مياوما
لوزارة تعنى بشؤون الثقافة
و سلاحف الآثار
و الأعمال الكاملة
     لعراب القصة القصيرة
          إدريس الخوري




10

ياه ...
كم كبر الطفل .... .... ....
كم ... ... ...
                  كبر .... ...