عبد المالك عليوي 

عبد المالك عليوي   من مواليد أصيلة 03/03/1963  باحث وجمعوي   ومؤرخ للثقافة بشمال المغرب له عدة بحوث أكادمية  وابحاث عن الظوارهر الثقافية باصيلة والجهة

zaïla.Histoire 

ZAILA.COM
Asilah.fr

MENU

CULTURE LOCALE

عبدالمالك عليوي

مقاه    أصيلية   في مخيالنا

نتابع الوقوف  على مقاهي أصيلة     ومنها مقهى  عمي  سلام    أو الأندلس حاليا
رغم حجم هذا المكان المخصص لمقهى شعبي  بمدينة أصيلة  بشارع الحسن الثاني ، إلا أنه يزخر بذكريات ويؤرخ لوجوه مرت منه   ، إنه مقهى سلام ،  هذا الرجل الاصيلي  الأبيض اللون البشوش الطويل  المعتدل القامة  ، الذي كان يتمتع  بلباقة  وأناقة   فريدة ، عمي سلام وجه وضاء ، كل صبيحة  يفتح المقهى بأمر منه  / عمي سلام كعادته يلبس سروالا عربيا منتفخا الأودجاج به صدافة تشد إزره  ، قبل أن يبدأ عمله  وقبل استقبال زبناء الصباح   ،  يرتدي  delanta     أي المريلة    أي رداء واق يلف به جنبات سرواله العربي ، وتبدأ الرحلة  الصباحية على إيقاع الموسيقار محمد عبده ، وفريد الأطرش  ، بخفة عالية  ، يضع عمي سلام طبالات وكراس استقبال الزبناء  كل صباح ، وغاليا ما يزين الطابلات  بالورد البلدي والقرنفل وهي ميزة  تحسب له   كأنها إشارة رمزية دالة على  الحب والجمال   ، وهي علامة على فطنة تجارية لاستقطاب الزبناء.
وبعد قليل  يكثر الوافدون من  المدينة وأحواشها  على نغمات  محمد عبده  وفريد الاطرش تكبر الفرحة  وروائح الشيبة والنعناع الكناوي والبلدي ،  وينتشهي الزيناء بشاي وقهوة الزيزوة  وهي طاسة نحاسية كان يجلبها القهواجيون الأصيليون من مدينة فاس حفاظا على سر الشاي المطبوخ على نار الفحام   وحفاظا على القهوة البلدية.
تزداد حركات عمي سلام وفرحته بقدوم الزبناء  والورد والشاي  والجمال  ، ولفاف الكيف المقصوص  على نبرات أهل النشوة  والمتبوع بنكهة الطابة البلدية ، المستقدمة من ضواحي أصيلة  .
   وبعد الظهيرة يتغير إيقاع المقهى  ، بقدوم اسطور المدينة  وهو الحاج الطربنجي الذي كا ن يبدأ مشواره بمغربات وحكايات يتيه معها  الخيال ،  ومنها قصة  الطربانجي مع ملك المغرب الحسن الثاني وقصة الطربانجي مع فريد الأطرش ، حينما كان فريد الأطرش يقيم حفلا بألمانيا  ، وقد تعثر عود ه وانحلت نغمات الأوتار،  وبقي فريد حائرا  أما م جمهوره ، وجاء الإنقاذ عن طريق  لمسات الطرفانجي الذي مر بألمانيا  أمام مكان   الحفل ، فتدخل للتو مسويا أوثار فريد  الأطرش  ، ففرح فريد وأنهى الأوبرت بنجاج عال كان للحاج  للطرفنجي الفضل في نجاحه.
      على إيقاع  هذه المغربات الطرفانجية تنتعش المقهى،  وتحج إليها وفود العوادين والكامنجيين وأصحاب الطرب الأندلسي  ، الذي كان يرأسه الحاج الطرفانجي  وكان ذا ثقافة عالية  بالملحون والروابل الأندلسية  ، وتبدأ الرحلة على نغمات المغربات ونداءات المرددين  ورذاذ الكيف والنعناع والطابة  في طقس  شبه كنائسي مضمخ بالفرحة والنغمات  وأساطير الطرفنجي وجنون الأستاذ  حسن العشاب رفيق الطرفانجي في الحفلات كلما قدم من الدار البيضاء إلى أصيلة ، كان يتقاسم النغم معه ومع جوقه ، وكثيرا ما كان يستقطب الجميع  للإقامة  حفلات  عيد العرش بدار الشباب وتارة  بإذاعة طنجة  وتارة في ردهات عمالة طنجة وقصر الريسوني بأصيلة  ، وللعشاب حكايات ومغربات  يطول الحديث عنها  ، نظرا لوطنية الرجل الذي كان  ينظم حفلات عيد العرش والتي تستغرق شهرا كاملا بالمدارس والقاعات  وكان  للرجل صيت كبير وخبرة عالية في الموسيقى الأندلسية عبر هذا  الثراء كان يتقاسم مع الحاج الطربنجي أحلى اللحظات  وأحلى الأوقات .
تلكم بعض  طقوس الجمال  وبعض لحظات الفرحة والثقافة التي عرفتها مقاهي أصيلة وهي شبه أندية ثقافية جامعة ومانعة عكس  ما نراه اليوم  ، من ضحالة فكرية ونميمة جوفاء تعم  المقاهي الحديثة.
  صورة الطرفنجي مع العشاب والجوق الأصيلي من توثيق ذاكرة أصيلة

عبد المالك عليوي   من مواليد أصيلة 03/03/1963  باحث وجمعوي   ومؤرخ للثقافة بشمال المغرب له عدة بحوث أكادمية  وابحاث عن الظوارهر الثقافية باصيلة والجهة