عبدالمالك عليوي

zaïla.Histoire 

CULTURE LOCALE

MENU

ZAILA.COM
Asilah.fr

عبدالمالك عليوي 

باحث جمعوي ومؤرخ للثقافة بشمال المغرب 

الوعي الجمالي لدى الجماعات الترابية وخواص الاستثمار السياحي بأصيلة ؟

يثيرني هذا الموضوع كلما مررت عبر جنبات وادي الحلو ووادي الغريفة بأصيلة ، ولكن أصاب بالغصة  حينما أشاهد ما يسمى  بالتبعة والتبعة في الثقافة الشعبية ناتجة عن القيل  والقال والحسد والعين ،    ولكن تبعة أصيلة  هي الحفر والحفر والحفر ثم الحفر وهذه  هي وظيفة الخنزير لما سألوه عن عمله فقال   /  لهم الحفر ثم الحفر ولاشيء  غير الحفر وعند النسيان أعود للحفر .
ومما زاد من حماسي قصد الخوض في هذا الموضوع ، هو الصورة التي نشرها موقع زايلا كوم للصديق عبد السلام الشويخ وهو الفنان الجميل ذو الحس الجمالي والغيرة الكبرى على تاريخ أصيلة ومعالمها وجمالها ومن المفكرين القلائل الذين ينشرون اقتراحات حول آفاق أصيلة العمرانية والجمالية.
ثم أن موضوع الوعي الجمالي ، هو عملية بناء متواصل ، هو قراءة وتاريخ وفن عيش وعلاقة حميمة مع المكان وأهل المكان والزمان .
ولقد اختلف علماء الجمال والفكر والفلسفة في تقديم صورة أو تعريف موحد للوعي الجمالي ، وهذا ما دفع د .شما بنت خالد آل نهيان في موقع الاتحاد الخليجي إلى طرح السؤال ؟
ما المقصود بالوعي الجمالي؟ " لا شك أن الجمال يتداخل في جميع جوانب حياتنا، كما أننا نصادفه في كل مكان، وأن الأشياء والظواهر الجميلة غير محدودة، ولا متناهية التنوع. ويعد الوعي الجمالي نوعاً مخصوصاً من الوعي. يتصل بفهم وإدراك الظواهر الجمالية، أو الاستجابة الجمالية لظواهر الكون، بكل ما تعنيه هذه الاستجابة من أبعاد وجدانية ومعرفية وحسية وانفعالية واجتماعية. حيث يتخلق هذا الوعي ويتشكل من خلال طبيعة العلاقة بين هذه الأبعاد: التي تتفاعل فيها العوامل الذاتية (التي ترتبط بخبرة الفرد وقدرته على تأمل الجمال والاستمتاع به. والعوامل الموضوعية التي تتمثل في مظاهر الجمال التي تتبدى في كل ما يحيط بالفرد)، وينعكس الوعي الجمالي على سلوك الفرد والمجتمع، ويتجلى في مشاعرهم وأحاسيسهم نحو الجمال، كما يتجلى في أساليب تعبيرهم عن هذا الجمال. ويصبح الوعي الجمالي مكوناً أساسياً من مكونات البناء الروحي والقيمي للثقافة. خاصة إذا نظرنا إلى الثقافة - كما تم تعريفها من جانب منظمة اليونسكو "بوصفها مجمل السمات المميزة، الروحية والمادية والفكرية والعاطفية، التي يتصف بها مجتمع أو مجموعة اجتماعية، وعلى أنها تشمل - إلى جانب الفنون والآداب - طرائقَ الحياة وأساليبَ العيش معاً، ونُظُمَ القِيَم والتقاليد والمعتقدات". ولا نبالغ إذا قلنا إن الوعي الجمالي يؤسس لنوع جديد من الثقافة، تتمثل في "ثقافة الجمال" "
إذن الوعي الجمالي مكون أساسي من مكونات البناء الروحي والقيمي للثقافة . وما يسترعي الانتباه أكثر هو مدينة أصيلة ، ما زال إلى حد الآن لم يخطر ببال لا الجماعات الترابية المحلية ولا القروية الاهتمام بكورنيش البراري وضفاف الوديان ، وما تزخر به هذه الوعاءات العقارية والبيئية من مقومات وجمال واقتصاد سياحي وأخضر وسياحات قروية ؛ وما يمكن أن يذره على الجميع من خيرات ، كل هذ الوعاءات خاوية متردية الحال متلاشية ، ملوثة الجنبات . هذا من جانب الجماعات والتي هي غافلة في شؤون فردية ذاتية موسمية انتخابية ، مما لا ينتج أية ثروة للبلاد وفرص عمل للعباد ،مما يعمق جرح الأزمة الاقتصادية محليا وجهويا.
ومن جهة أخرى ، يلاحظ الغياب التام للمستثمرين الخواص في السياحة المحلية والقروية ، وعلى سبيل المثال ، الصورة التي نشرها موقع زايلا كوم أي صور قنطرة وادي االحلو بأصيلة ، هي صورة معبرة والتفاتة ذكية وإشارة مهمة جدا للجماعات المحلية والقروية ولخواص الاستثمار ، حتى تستشعر قيمة كورنيش الوديان والبراري ، المفتوحة على دواوير أصيلة ، ولعل مدخل قنطرة وادي الحلو على امتداد الواد المتجه إلى دوار بوفراح وبوكنون ومدشر غانم إلى دوار الحومر ومجلاو على امتداد مقطع الطريق المؤدي إلى جماعة سيدي اليماني وما بها من موارد وخيرات.
هذا المدخل لم ينتبه إليه صاحب فندق الخيمة لا من حيث الترميم والتحديث وإزالة التلوت به واستثماره موقع سياحيا مدرا للرزق ، ثم أن الخواص المالكين لعقارات مطلة على وادي الحلو والغريفة لا يدركون القيمة السياحية والجمالية لهذا الواد بضفافه وجنباته البيئية الرائعة . وبما إحداث كورنيش سياحي بواد الحلو هو مكسب استثماري جديد ، ربما يغير نمط الاستثمار السياحي بالمدينة ويخلق سياحة داخلية وعالمية ومنفذ للساكنة للترفيه والرياضة والترويح عن النفس ومكان سياحي قل نظيره، إذن ما أحوجنا إلى جماعات ترابية تعي قيمة السياحة القروية والبرية وتعي دور الاقتصاد الجهوي المكمل للاقتصاد الوطني ، ما أحوجنا إلى الوعي الجمالي بقيمة الاستقلال الاقتصادي الجهوي وما سيذره من فرص عمل للجميع ، وما أحوجنا إلى مستثمر أصيلي وغير أصيلي يتمتع بوعي جمالي مدرك لقيمة محيطه

عبد المالك عليوي   من مواليد أصيلة 03/03/1963  باحث وجمعوي   ومؤرخ للثقافة بشمال المغرب له عدة بحوث أكادمية  وابحاث عن الظوارهر الثقافية باصيلة والجهة