MENU
ZAILA.COM
Asilah.fr
CULTURE LOCALE
zaîla.Arts
التشكيليّ الشويخ يسافر على
"بساط الإبداع الفني" في "مرايا الذاكرة"
هسبريس - محمد الراجي
الأحد 04 أكتوبر 2015
مِن مدينة أصيلةَ كانتِ الولادة وعلى أرضها كانتِ الانطلاقة. ولادةُ صاحبِ المشروع وانطلاقتُه نحوَ أفُقِ العالمية الرّحب، عَلى بِساطِ الإبداع الفنّي، تحتَ عُنوان "مرايا الذاكرة". كانتِ الانطلاقة سنة 2011، ثمَّ عبَر المشروع البحر المتوسّط نحَو أوروبا، ومنْها إلى بُلدان أخرى، والهدف: مُحاورة الحساسيات الإنسانية من أجل السلام، في عالمٍ يمُور بالصراعات وتتضاءَلُ فيه مساحاتُ السلام.
"مرايا الذاكرة"، هيَ لوحة تركيبيّة من إبداع الفنان التشكيلي المغربي المقيم في فرنسا عبد السلام الشويخ. كانت الفكرة الأوّلية للعمل التجريبي من خلال مدينة أصيلة سنة 2011، وذلك للتعبير عن الاعتزاز بالراحلين الذين قدّموا حياتهم فداء من أجْل حُرّية أصيلة، وحُرّية المغرب، ثمّ تطوّرت الفكرة ونَمَتْ لتصيرَ عَمَلاً فنّيا عالميا يُحاورُ الحساسيات الإنسانية من أجل السلام في العالم، مبني على أساس احترام الثقافات وتعدّد الهويّات.
يقولُ عبد السلام الشويخ عن "مرايا الذاكرة" في حديث لهسبريس: "إنها لوحة عالمية ابتُكرت في أصيلة المغربية لتسافر ولتُعانق الثقافات العالمية الإنسانية أينما كانت"، وأضاف أنّ العملَ التركيبيَّ التجريبي الذي أبْدعهُ باتَ من الأعمال الفنية الكبرى بأوروبا، كعمل فنّي يُحاور الحساسية الإنسانية بصفة عامّة، ويُعالجُ، من بيْن المواضيع التي يهْدف إلى تسليط الأضواء الكاشفة عليْها، قضايا العنصرية في الغرب، خاصّة أوروبا.
وللمغربِ حضورٌ بارزٌ في "مرايا الذاكرة"، تنعكسُ صُورته على صفْحة مرايا الفنان التشكيلي عبد السلام الشويخ في البُلدان حيثُ يحطّ الرحال، لتبْديدِ أيّ صورةٍ غيْرِ إيجابيّة عن المملكة وعن المغاربة. يقُول أستاذُ الفنون التشكيلية بفرنسا: "أريدُ أن أؤكّد للعالم من خلال هذا العمل أن المغاربة أو ثقافة المغرب ثقافة تؤمن بتعدد الثقافات والاختلاف والتعايش في سِلم وسَلام، فبالاختلاف تكتمل سعادة الإنسان".
ولأنَّ الشويخ اختارَ مُحاورة الحساسيّة الإنسانية عامّة، فقد ارتأى الاشتغال في إطار الرؤية المعاصرة للفنّ، ذات الأسلوب الخاصّ في طرح العمل الفني، سواء على مستوى التقنيات أو الموضوع أو فضاء العرض، "وهكذا ابتعدَ عن فضاءات العرض التقليدية المُغلقة التي ألفَ الفنانون التشكيليون عرْض لوحاتهم في أروقتها عادةً، واختارَ الفضاءات المفتوحة، كالساحات والأماكن العامّة، لإيصال تعبيراته الفنية ومواقفه الفكريّة التي تُلامسُ قضايا الإنسان إلى فئات أوْسَع من الجمهور"، تكتُب ثريا أخريف، أستاذة الفلسفة بالتعليم الثانوي التأهيلي بالرباط.
ومِنْ معرض إلى معرض، يسْعى الشويخ إلى إبْلاغ رسالةٍ مفادُها أنَّ الفكْر المغربيّ فكر متفتح يؤمن بتعدد الثقافات والاختلاف من أجل تعايش إنساني سليم، ويوضحّ أنَّ مغاربة كثرا في الخارج يعملون على بسْط ثقافة بلادهم، من مُنطلق أنَّ الهويّة الإنسانية ليست منحصرة فقط في العرق أو في اللون أو في الانتماء الديني أو الوطني، بل كذلك في العلاقات وفي التعايش وفي الاختلاف، "ونحنُ لا نرضى أنْ نرى بعْض المغاربة في بلدهم يخلقون لوطنهم توتّرا بيْن بلدهم وبلدان أخرى تحسدنا على سعادتنا"، يقول الشويخ.
التشكيليّ الشويخ يسافر على
"بساط الإبداع الفني" في "مرايا الذاكرة"
التشكيليّ الشويخ يسافر على
"بساط الإبداع الفني" في "مرايا الذاكرة"