zaila.com - Tous droits réservés | Mentions légales | Politique de confidentialité | Contact

ZAILA.COM
Asilah.fr

MENU

CULTURE LOCALE

zaïla.Poésie 

شفيق الإدريسي

وَشْـمُ البيــاض…

بِعينين بَراقتين،
رَأَيْتُ وَجْهِـي…
عَلَى مِرْآة مَاءِ الْبَحْرِ
أغازلُ نَوْرساً ،
يَحتضنُ سَمَكَة
بَيْنَ ذِرَاعَيْهِ الواسِعَتيْنِ.
اقْتَرَبـتُ،
مِنْ بَيَاضٍ الْمَوْج
وَسطرتُ…
عَلَى قَفَا سَفِينَة متهالكة
بَيْتَيْن شعريين
مِن نُبُوءَة «الماغوط»*
جَلَسَـتُ…
إلَى جَانِبِ أَحْلَام الصِّبَا
أَخِيـطُ…
نَسِيج ذِكْرَيَاتِ الطُّفُولَة.
انْقَطَعَ حَبْلُ الحَكْيِ عَلَى قَفَاي .
كَالشَّحَاذِ الْمَقْذُوف فِي الْيَـمِّ
طَلَبَتُ مِنْ السَّمَـاءِ
أَن تَمْحُو مَا تَبَقَّـى
مِنْ حُرُوفِ ذكرياتِـي .
وَجَدْتُ نَفْسِـي
نَائِمًا عَلَى مَرَافِقِ الزَّوَارِق
فِي انْتِظَارِ الَّذِي لَنْ يَأْتِيَ…
*الماغوط: شاعر وأديب سوري



أَحْيَانـاَ..
أتساءلُ عَلَى غَيْرِ عَادَتِي،
وَأَنَا أَمْشِي
عَلَى تُخُومِ ذاكرتي.
أتَخَيَّل أَنِّـي،
اُسْكُبُ الْمَاءَ عَلَى عُيُونِ مُتْعَبَةِ
فِي مَرْسَم شَـارِع
فِي مَكَان…
لَسْتُ أَدْرِي أَيْنَ .
كُلُّ مَا أَتذكرُه
أَن شَمْسًا بِلَا ظِل
أَحْرَقَـتْ…
أَوْرَاقَ مَا تَبَقَّى مِنْ عُمْرِي
عَلَّنِي اِسْتَرْجِعُ
مِن أَنْيَاب الدَّهْر
فصُول الرَّبِيع
رَغْمًا عَن إِرادتِي…



شَمْسٌ بَارِدَة عَلَى ذاكرتـي
ثَمَّة أَوْرَاق تَتَسَاقَـطُ
مِنْ أَمَامِـي،
وتنسجُ خُيُوط عَنْكَبُوت الْحُلْم
عَلَى شُرفتِـي…
آلَمَنِـي بَيَاض الْمَكَـان
لَوْلَا الطُّيُـور…
الَّتِي تَتَحَاوَرُ فِي الْفَضَاءِ
لَكُنْت أَقْرَبُ إلَى الْغُبَارِ
أرسُـم ظِلِّـي،
عَلَى الْحَجَرِ الْأَسْـوَدِ
حَسِبْتُ أَنِّي رَأَيْتُ وَجْهِـي
بَيْنَ الْمَاءِ وَالنَّـارِ
فَلَمْ أَكُنْ إلَّا شَبَحًـا
فِي طَوَاحِين الْهَوَاء.


الشاعر : شفيق الإدريسي 

شفيق الإدريسي