zaïla.AbdesArt 

الشويخ عبدالسلام

ZAILA.COM
Asilah.fr

CULTURE LOCALE

MENU

السيد محمد الحساني

مرآة، ذاكرة الزمن تحت برج إيفل ( نقد فني )
الشويخ عبدالسلام، فرنسا



كان عرض عملي الفني مرآة، ذاكرة الزمن تحت برج إيفل تحديًا حقيقيًا.
برج إيفل هو رمز مبدع في تاريخ الصناعة، لا سيما الثورة الصناعية والتقدم التكنولوجي في القرن التاسع عشر.
في فرنسا، هو مكان يخضع لمراقبة صارمة حيث لا يُسمح بأي تركيب فني عفوي. ومع ذلك، قبلت هذا التحدي بدافع الرغبة في إبراز الذكاء والمعرفة الإنسانية التي يجسدها هذا الصرح العظيم.
بُني برج إيفل في الأصل من أجل المعرض العالمي لعام 1889، وكان من المقرر تفكيكه بعد الحدث. لكن بفضل فائدته العلمية، وخاصة في مجال الاتصالات اللاسلكية، تم الحفاظ عليه وأصبح جزءًا لا يتجزأ من أفق باريس. هذا المصير غير المتوقع، حيث انتصر الفن والعلم على الهدم، يتماشى مع فلسفة عملي الفني: ترك بصمة، حتى لو كانت لحظية، على هذا المعلم التاريخي.
ما إن بدأت في تثبيت المرايا تحت البرج حتى تدخل أربعة رجال أمن بملابس مدنية على الفور. أخبروني أن وضع أي شيء في هذا المكان ممنوع تمامًا، مشيرين إلى المراقبة الدائمة بالكاميرات. أمام صرامتهم، أوضحت أن عملي لن يستغرق سوى بضع دقائق، فقط لالتقاط بعض الصور. وبعد نقاش قصير، سمحوا لي بالاستمرار بشرط أن أنتهي بسرعة.
وبالفعل، قمت بتثبيت عملي، والتقطت بعض الصور، ثم قمت بتفكيكه فورًا. كانت لحظة مكثفة وإنجازًا فنيًا أفخر به كثيرًا. ستبقى هذه التجربة الفريدة تحت برج إيفل محفورة في ذاكرتي كعمل جريء يجسد قوة الفن في مواجهة القيود، تمامًا كما نجح هذا البرج في أن يفرض نفسه في التاريخ رغم التحديات.

السيد محمد الحساني